يواجه مانشستر يونايتد نظيره توتنهام، ، في المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في كرة القدم، الأربعاء 19 ماي 2025، في مدينة بلباو الإسبانية، حيث يسعى كلاهما جاهدين لإنقاذ موسمهما المخيب في الدوري الإنجليزي، من خلال الفوز باللقب وضمان بطاقة التأهل الذهبية لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وستشهد المباراة النهائية المقررة على ملعب “سان ماميس”، سباقا محموما للظفر بمجموع إيرادات محتمل قد يصل إلى 100 مليون جنيه استرليني (133 مليون دولار)، والتأهل إلى المسابقة الأوروبية العريقة بين فريقين يقبعان في آخر مركزين آمنين في الدوري.
ويحتل فريق “الشياطين الحمر”، بقيادة مدربه البرتغالي روبن أموريم، المركز السادس عشر، ويعاني من أسوأ موسم له في الدوري منذ نصف قرن، وتحديدا منذ هبوطه عام 1974، حيث مني بـ18 هزيمة في 37 مباراة حتى الآن.
من جهته، يقبع توتنهام بقيادة الأسترالي أنج بوستيكوغلو في المركز السابع عشر بفارق نقطة واحدة خلف يونايتد، بعد أن خسر 21 مباراة، وهو رقم قياسي سلبي للنادي، ويتجه نحو أسوأ موسم له منذ عودته إلى دوري الأضواء عام 1978.
ولم يحقق يونايتد أي فوز في ثماني مباريات (6 هزائم وتعادلان)، وهي أسوأ سلسلة له في تاريخ الدوري، حيث سقط أمام مضيفه تشلسي 0-1 في المرحلة 37 قبل الأخيرة، في آخر مباراة له قبل المباراة النهائية القارية.
بدوره سقط توتنهام أمام أستون فيلا 0-2 في خسارته الخامسة في مبارياته الست الأخيرة في الدوري.
وفاز توتنهام بهذه المسابقة مرتين، لكن تتويجه بها عام 1984 كان آخر لقب أوروبي له، علما أنه لم يفز بأي لقب منذ 17 عاما وتحديدا منذ تتويجه بلقب كأس الرابطة في 2008 على حساب جاره تشلسي 2-1 بعد التمديد.
ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه في عام 2019، لكنه فشل في مواجهة إنجليزية خالصة أخرى في إسبانيا، حيث خسر أمام ليفربول 0-2.
وعلى الرغم من تراجع يونايتد التدريجي منذ اعتزال المدرب الأسطوري السابق السير الأسكتلندي أليكس فيرغوسون عام 2013، إلا أنه فاز بلقب كأس إنجلترا وكأس الرابطة في الموسمين الماضيين مع مدربه الهولندي إريك تن هاغ، سلف أموريم.
ومرَّ المدرب البرتغالي بفترة عصيبة منذ توليه المسؤولية في نونبر الماضي، حيث فاز بست مباريات فقط من أصل 26 في الدوري، لكن يوروبا ليغ كانت قصة مختلفة، حيث سحق يونايتد ريال سوسييداد الاسباني (1-1 ذهابا و4-1 إيابا)، في ثمن النهائي ومواطنه أتلتيك بلباو (3-0 ذهابا و4-1 إيابا)، في نصف النهائي، بعد الريمونتادا الشهيرة في ربع النهائي أمام ليون الفرنسي.
وحوّل يونايتد تخلفه 2-4 بعد التمديد إلى فوز 5-4 إيابا عقب تعادلهما 2-2 في الوقت الأصلي في مانشستر، وهي النتيجة ذاتها التي آلت إليها مباراة الذهاب في ليون، وهو ما أعاد إلى الأذهان الفوز المثير للنادي في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1999 أمام بايرن ميونيخ الألماني عندما قلب تخلفه 0-1 منذ الدقيقة السادسة الى فوز (2-1) بثنائية في الدقيقتين الأولى والثالثة من الوقت بدل الضائع.و
ومع ذلك، يدرك أموريم حجم المهمة التي يواجهها لإعادة الفريق، بطل الدوري الإنجليزي 20 مرة، إلى سكة الألقاب.
وقال مدرب سبورتينغ السابق : “لست قلقا بشأن المباراة النهائية، فهي أصغر مشكلة يواجهها نادينا على الإطلاق. علينا تغيير شيء أعمق من هذا”.
وكان يُنظر إلى توتنهام سابقا على أنه ليس مشكلة كبيرة لمانشستر يونايتد.
وكشف أسطورة يونايتد لاعب وسطه وقائده السابق الإيرلندي روي كين أن حديث فيرغوسون مع الفريق كان يقتصر في إحدى المرات على عبارة “يا شباب، إنه توتنهام”.
هذا الموسم، فاز الفريق اللندني بجميع مواجهاته الثلاث أمام يونايتد : مرتان في الدوري (3-0 في مانشستر و1-0 في لندن) وواحدة في ربع نهائي مسابقة كأس الرابطة (4-3)، علما أن توتنهام لم يخسر أمام الشياطين الحمر في خمس مباريات بقيادة مدربه بوستيكوغلو.
وقال أموريم: “إذا فكرت في الاحتمالات، فمن الصعب على النادي أن يخسر أربع مباريات متتالية”.
ومع لاعبين مثل مواطنه القائد برونو فرنانديش والبرازيلي المخضرم كازيميرو، يمتلك أموريم الخبرة والكفاءة.
وقال نجم خط وسطه الاخر السابق بول سكولز، الذي لعب إلى جانب كين: “إنهم يعرفون كيف يفوزون بالألقاب، أما توتنهام فلا”. وعلى الرغم من الأداء المحلي المتعثر للفريق، من المتوقع أن يبقى المدرب البرتغالي في منصبه بالوصول المثير إلى المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي دون هزيمة.
ولا ينطبق الأمر نفسه على بوستيكوغلو، فالمدرب الأسترالي سيكون من شبه المؤكد رحيله إذا لم يفِ بوعده بالفوز بلقب في موسمه الثاني مع الفريق.
واستمر سوء حظ توتنهام مع الإصابات هذا الموسم، حيث يغيب عن النهائي صانع ألعابه جيمس ماديسون والسويديان لوكاس بيرغفال وديان كولوشيفسكي، لكن قائده الدولي الكوري الجنوبي هيونغ-مين سون عاد إلى الملاعب بكامل لياقته.
ونجا الفريق اللندني من رحلته إلى القطب الشمالي في نصف النهائي في مواجهة غليمت النروجي (2-0 إيابا بعدما فاز على أرضه 3-1 ذهابا).
وقال المدرب الأسترالي: “إذا فزنا سيُغضب ذلك الكثيرين، أليس كذلك؟”، مضيفا: “من سيهتم إن كنا نعاني في الدوري. أتطلع الى المباراة النهائية، وأتوقع أن تكون مباراة رائعة”.