التناقض الصارخ بين أقوال النظام الايراني وأفعاله

محمود حكميان*
عندما تقول بأنه لا يوجد هناك من أي تعاون أو تنسيق منتظم بين النظام الايراني وبين الحوثيين في اليمن، فإنه لايعتد بکلامك هذا أو على لاقل ينظر لك إما کتابع أو مساير للنظام الايراني، أو حتى کساذج وغير ملم بأمور السياسة وشجونها.
أما إذا قلت بأن هناك تعاون وتنسيق مستمر أکثر من منتظم بين النظام الايراني وبين الحوثيين، فإن العيون تتطلع إليك وکأنها تقول: صح النوم! إذ أن علاقة النظام الايراني بالحوثيين وبحزب الله اللبناني وبالميليشيات المسلحة في العراق، من المسلمات التي لاجدال ولاخلاف بشأنها.
تدخل النظام الايراني في الشأن اليمني من خلال ماقد قام ويقوم به مع الحوثيين، لم يعد أمرا يجري خلف الستار أو في السر، بل بات على المکشوف وکل شئ صار واضحا وضوح الشمس في عزالنهار، وإن هذا التدخل کما شأن التدخلات الاخرى للنظام الايراني في العراق ولبنان وسوريا، تسبب في الاخلال بالامن والاستقرار في اليمن وفي الدول المحاذية لها، ولاسيما وإن النظام الايراني عندما يتدخل في بلد ما ويخضعه لنفوذه وهيمنته، فإنه لايتوقف عند حدود هذا البلد بل سيستمر کما هو دأبه وکما عهدته المنطقة والعالم.
أمر مثير للسخرية والاستهزاء والتهکم عندما يبادر السفير والممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة التي وجهتها اميركا بشأن تعاون إيران مع اليمن وحركة أنصار الله(الحوثيين)، وهذا الرفض الذي لايوجد هناك من يصدقه في العالم کله لأنه أشبه بأن تقول بأننا نعيش على کوکب المريخ، فلايوجد هناك من يمکنه أن يصدق هکذا زعم باطل لايوجد هناك مايدعمه على أرض الواقع!
معظم التحرکات والنشاطات غير العادية لأذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة ومن ضمنها الحوثيين، لايمکن أن تتم إلا طبقا لأوامر وتوجيهات واردة من طهران، وکذلك الامر بالنسبة لتوقف هذه الاذرع عن نشاطاتها التخريبية المشبوهة التي لا ولم ولن تفيد أحدا سوى النظام الايراني.
منذ أن شرع النظام الايراني في تدخلاته في بلدان المنطقة، فإن هناك ثمة ملاحظة مهمة جدا يجب أخذها بنظر الاعتبار، وهي إنه يقوم في أغلب الاحيان بإطلاق تصريحات يٶکد فيها حرصه على الامن والاستقرار في المنطقة ويرفض رفضا قاطعا إتهامه بالتدخلات وإن مايجري في هذا أو ذاك البلد(الخاضع لنفوذه)، هو شأن داخلي، لکنه وفي نفس الوقت وفي الحقيقة والواقع يقوم بتصرفات على الارض بخلاف ما يزعمه کما شهدنا ونشهد في معظم البلدان الخاضعة لنفوذه، وقطعا سيبقى هذا دأب هذا النظام ونهجه الذي لايمکن أن يحيد عنه أبدا ولاسيما من خلال الحوار والتفاوض!
عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية*


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني